نداء الإيمان | التاريخ(هجرى - ميلادى ) | مواقيت الصلاة واتجاه القبلة | موجز الصحافة | إلى كل المسلمات | قرأت لك
5 نسخ نادرة للمصحف الشريف بالصين
توصل متخصص في العلوم الإسلامية وفن الخط العربي في الصين إلى اكتشاف 5 نسخ نادرة للمصحف الشريف توارثها مسلمو الصين واحتفظوا بها إلى يومنا هذا.
وفي تحقيق بعدد يوليو 2005 من مجلة "الصين اليوم" كتب يوسف تشن جين هوي المتخصص في الشئون الإسلامية أنه كرس كثيرا من جهده لجمع المعلومات عن نسخ القرآن القديمة الموجودة في مختلف أرجاء الصين، وقام بأبحاث معمقة حول تاريخ صدورها وتأثيراتها في نشر الدين الحنيف بين أبناء مختلف القوميات، وخرج بنتائج تفيد بوجود 5 نسخ نادرة للمصحف.
نسخة أبناء سالار
وأول هذه النسخ النادرة مصحف أبناء سالار. وقال إنه أثناء رحلة هجرة أبناء قبيلة سالار من موطنهم الأصلي في تركمانستان حاليا إلى شنجهاي في الصين قبل حوالي 800 عام، حمل جمل أبيض للقبيلة نسخة مخطوطة باليد للمصحف الشريف توارثها أبناء سالار. وهي حاليا محفوظة في صندوق معدني داخل مسجد جيهتسي الكبير بمحافظة شيونهوا المتمتعة بالحكم الذاتي لقومية سالار المسلمة في شنجهاي.
وتتكون هذه النسخة المكونة من 867 صفحة من جزأين، يشتمل كل منهما على 15 مجلدا. ويعود تاريخها إلى القرن الـ11 الميلادي في عهد الخلافة العباسية.
وورق هذه النسخة مشوه وهش وضاعت بعض صفحاتها. وفي سبيل الحفاظ عليها بصورة أفضل اعتمدت مصلحة الآثار الصينية مليونا ونصف مليون يوان (حوالي 180 ألف دولار أمريكي) لمعالجتها ولإنشاء مكان خاص لحفظها، اعترافا من الحكومة بقيمة هذه النسخة القديمة للمصحف.
نسخة نيازي
أما النسخة الثانية من المصحف الشريف فتوجد بمكتبة المعهد الصيني للعلوم الإسلامية ببكين، وهي أقدم نسخة للمصحف موجودة في الصين مدون بها توقيع ناسخها وهو المسلم الويجوري رحيم نيازي، من منطقة هامي في شمال غربي شينجيانج، وتاريخ نسخها هو عام 1269م.
وتتكون هذه النسخة الثمينة من ثلاثين مجلدا، يبلغ طول المجلد 25 سنتيمترا وعرضه 19 سنتيمترا، وكل مجلد مغلف بجلد البقر الأصفر لحفظه جيدا.
وتنبعث رائحة طيبة من صفحات هذا المصحف، لهذا سمي "المصحف ذو الغلاف الجلدي العاطر". وهذا المصحف مكتوب بخط النسخ ولكن تأثير خط اللغة الويجورية واضح فيه.
وبفضل العناية الجيدة من أبناء قومية الويجور والمسلمين من أبناء القوميات الأخرى، ونظرا لجودة الورق المستخدم في تجليده، ما زال المصحف باقيا في حالة جيدة.
نسخة سراي
وتوجد النسخة الثالثة في مسجد دونجسي ببكين وهي بخط يد محمد بن أحمد بن عبد الرحمن سراي في سنة 718 الهجرية أي عام 1318 الميلادي. واستخدم سراي قلم الريشة الصيني الخاص في كتابة الكلمات ذات الحجم الصغير، وخط النسخ كخط أساسي في هذه النسخة، ولكنه متأثر بخط المحقق أيضا، كما أنه مندمج مع الخط الصيني التقليدي.
نسخة الإمام ليو
والنسخة الرابعة النادرة هي مصحف أسرة الإمام ليو جينج مينجف. وكان يحتفظ بها الإمام الكبير ليو جينج مينج الذي عاش في مسجد زقاق ناندوياتسا بالحي الشرقي لبكين، وقد توارثها عن أسلاف أسرته. وبعد وفاته عام 2001 أهداها أهله إلى مكتبة مسجد دونجسي المشهور ببكين.
واسم الناسخ وتاريخ النسخ غير مدونين بهذه النسخة. لكن خبراء الآثار في مصلحة الآثار القديمة ببلدية بكين قاموا بفحصها ودراسة نوعية الورق ولون الحبر فيها، وأكدوا أن تاريخها يرجع إلى نحو ستمائة سنة. وتتكون هذه النسخة من مجلد واحد، وقد كتبها الناسخ بخط سلس قوي.
نسخة "هوا با باف"
والنسخة الخامسة والأخيرة بخط "هوا با باف" المولود في مقاطعة يونان. وكان إماما كبيرا للمسلمين الصينيين في أواسط أسرة تشينج (1644- 1911م)، كما كان خطاطا مشهورا للغة العربية. وخلال حياته نسخ بخطه العديد من الكتب الدينية، غير أنها جميعا فقدت ولم يتبق منها إلا نسخة من المصحف الشريف خطها بيده قبل أكثر من مائتي سنة.
وفي عام 1932 ترأس الإمام الكبير ما سونج تينج أول بعثة من الطلاب المسلمين الصينيين لدراسة العلوم الإسلامية بالأزهر الشريف. وقبل سفرهم كلف ليو تشونج تشيوان (1875- 1957) مدير المدرسة المتوسطة لشمال غربي الصين ما سونج تينج بحمل تلك النسخة من المصحف الشريف هدية إلى ملك مصر فؤاد الأول. وبعد وفاته عرضت هذه النسخة في القاعة الرئيسية لمقبرة الملك فؤاد الأول لحفظها بشكل دائم.
الإسلام بالصين
وتقول السجلات التاريخية بالصين إن الإسلام دخل البلاد في عهد أسرة تانج الإمبراطورية (618-907م)، وانتشر أكثر في فترة أسرة سونج الشمالية (960-1127)، وهو زمن الخلافة العباسية العربية.
وقد ساعد نسخ المصحف الشريف بأعداد كبيرة في انتشار الإسلام بين أبناء الصين، وساهم في تطوير قدرات الخطاطين الصينيين في الكتابة بالعربية وإتقان فن الخط العربي بعد مزجه بالثقافة الصينية

إسلام أون لاين    01/01/2001