نداء الإيمان | التاريخ(هجرى - ميلادى ) | مواقيت الصلاة واتجاه القبلة | موجز الصحافة | إلى كل المسلمات | قرأت لك
الكوارث الطبيعية والتضامن العالمي في مواجهتها

لم تكد تمضي ثلاثة أشهر علي زلزال إندونيسيا الذي أعقبته موجات مد بحري عاتية‏(‏ تسونامي‏)‏ حتي ضرب زلزال جديد هائل القوة جزيرة سومطرة الإندونيسية مخلفا أكثر من‏10‏ آلاف قتيل حتي الآن‏,‏ وبقدر ما يجسد ذلك التغيرات التي تجري في باطن الأرض وتصل إلي قشرتها‏,‏ فإن رد الفعل العالمي علي مثل هذه الكوارث يجسد مستوي التضامن العالمي في مواجهة الكوارث الطبيعية وقدرته علي التخفيف من آثارها‏,‏ ورغم أن الدول الواقعة في نطاق كارثة تسونامي التي حدثت في ديسمبر الماضي قد اتفقت معا علي إقامة نظام الإنذار المبكر من الكوارث‏,‏ إلا أن أهمية هذا الاتفاق تكمن في أنه يتيح مهلة زمنية قد تكون قصيرة ولكنها حاسمة في تمكين الدول المعنية من تقليل الخسائر المادية والبشرية التي يمكن أن تتعرض لها من جراء موجات المد البحري العاتية رغم أن أقصي مستويات التضامن والتنسيق العالمي لا تسمح بمنع الكوارث الطبيعية التي لا راد لها‏.‏ وكان العالم إجمالا قد برهن علي روح تضامنية فعالة في مواجهة كارثة ديسمبر الماضي التي تعد واحدة من اعتي الكوارث الطبيعية في العصر الحديث‏,‏ بما جعل الأمم المتحدة تؤكد ان هذا التضامن قد منع حدوث مجاعات وأوبئة كنتيجة لتلك الكارثة‏.
‏ ومن المؤكد أن الكارثة الجديدة سوف تستنهض المساندة العالمية والعربية الضرورية لمساندة المنكوبين اتساقا مع ما حدث إزاء كارثة ديسمبر الماضي‏.‏ لكن ألا يدعونا ذلك إلي تطوير الموقف التضامني العالمي ليشمل مساندة القارة الإفريقية في مواجهة الكثير من الظروف الطبيعية ومن نتائج الصراعات الأهلية والأمراض التي تفتك بأعداد هائلة من أبنائها‏,‏ إن هذه القارة العظيمة والمهملة من قبل العالم تستحق هذا التضامن العالمي الضروري لمساعدتها في تجاوز المحن التي تواجهها والتي صنع الكثير منها في العهد الاستعماري العسكري البغيض‏.‏

جريدة الأهرام    31/03/2005