نداء الإيمان | التاريخ(هجرى - ميلادى ) | مواقيت الصلاة واتجاه القبلة | موجز الصحافة | إلى كل المسلمات | قرأت لك
مسلمو فرنسا يتمسكون بالحجاب والعلمانية

 

باريس - هادي يحمد - إسلام أون لاين.نت/ 29-3-2005

التهامي إبريز يلقي البيان الختامي وسط لفيف من أبرز الشخصيات الإسلامية الأوربية والفرنسية

أكد مؤتمر تجمع مسلمي فرنسا "البورجي" الذي نظمه اتحاد المنظمات الإسلامية على مدى الأيام الأربعة الماضية تمسكه بالدفاع عن المحجبات، وطالب السلطات بالتراجع عن قانون منع الحجاب، وفي الوقت نفسه شدد على تمسكه بقيم الجمهورية الفرنسية، وعلى رأسها قيم العلمانية باعتبارها "الضامن لحرية التدين والعيش المشترك".

جاء ذلك في البيان الختامي للمؤتمر الذي يُعَدّ أكبر تجمع للمسلمين في أوربا والذي تلاه "التهامي إبريز" رئيس اتحاد المنظمات الإسلامية بفرنسا مساء الإثنين 28-3-2005 أمام حشد جماهيري تجاوز 10 آلاف مشارك.

وأكد إبريز "تمسك مسلمي فرنسا بالقانون رقم 1905 (المعروف بقانون العلمانية) باعتباره الضامن لحرية التعبد والاعتقاد"، مطالبًا في الوقت ذاته بضرورة "مراجعة قانون منع الحجاب في المدارس" والإدارات الحكومية في فرنسا.

كما دعا البيان الختامي لـ"البورجي" إلى التمسك بـ"ثوابت الإسلام"، وشدّد في المقابل على ضرورة "التمسك بقيم الجمهورية الفرنسية والذود عنها".

مساحات خاصة

وأفرد المؤتمر الذي بدأ أعمال دورته الثانية والعشرين يوم 25-3-2005 مساحات خاصة لشهادات تلميذات طردن من مدارسهن بسبب تمسكهن بارتداء الحجاب، كما قامت "لجنة 15 مارس والحريات" بحملة كبيرة للترويج لتقرير أعدته حول حصيلة قانون منع الحجاب بفرنسا والذي بدأ العمل به في سبتمبر 2004، حيث أعلن مسئول بالمؤتمر أنه تم بيع حوالي 100 ألف نسخة من هذا التقرير على مدى أيام المؤتمر الأربعة.

وأنشئت "لجنة 15 مارس والحريات" في فرنسا من أجل تقديم المساندة المادية والمعنوية للتلميذات المحجبات المطرودات من مدارسهن على خلفية إصرارهن على ارتداء الحجاب بالمدارس.

كما أفرد منظمو المؤتمر مكانًا خاصًّا لعرض كتاب "الحجاب المهان" الذي صدر مؤخرًا في فرنسا، ويحمل غلافه الخارجي صورة الفتاة الفرنسية المسلمة "سنيت" وهي حليقة الشعر.

وكانت سنيت -15 عامًا، وهي من أصل تركي- قد كشفت يوم 1-10-2004 أمام وسائل الإعلام عن رأسها الخالي كلية من الشعر؛ احتجاجًا على منعها من الدخول محجبة إلى مدرستها "لويس باستير" بمدينة إستراسبورج شمال فرنسا.

وأنشد المشاركون بالمؤتمر أناشيد إسلامية حماسية من بينها نشيد "لبيك إسلام البطولة كلنا نفدي الحمى"، وهو ما أعطى انطباعًا لدى المراقبين بأن المؤتمر يسعى للتوفيق والجمع بين عالمين مختلفين.

وتعليقًا على هذه الثنائية التي دار حولها المؤتمر قال الشيخ أحمد جاب الله مدير المعهد الأوربي للعلوم الإنسانية عضو مجلس إدارة اتحاد المنظمات الإسلامية: "هناك من يعتقد أن الإسلام في فرنسا ينبغي ألا يأخذ بعين الاعتبار خصوصيات هذا الواقع (الفرنسي)، وأن المسلم الذي يعيش في هذه الديار ينبغي أن يعيش إسلامه كما يعيش في أي مجتمع إسلامي يشترك أبناؤه في نفس العقيدة ولهم نفس العادات ونفس التقاليد".

وتابع جاب الله في تصريحات خاصة لشبكة "إسلام أون لاين.نت" الثلاثاء 29-3-2005: "وبالمقابل هناك طرح آخر يعاكس هذا الطرح تمامًا وهو الذي يريد أن يقول إن الإسلام وهو يعيش في مجتمع غير إسلامي ينبغي له أن يطوع مبادئه ومنطلقاته وأسسه بما يتناسب مع هذا المجتمع؛ أي ينبغي أن نطوع الإسلام مع الواقع".

إلا أن جاب الله يرى "أنه بين هذين الطرحين هناك الطرح الإسلامي الذي نعتقد أنه الأقرب إلى روح الإسلام وهو أن نعتقد أن الإسلام من حيث مبادئه وأسسه ومنطلقاته وعقائده وأحكامه الثابتة هو دين واحد" يصلح لكل مكان وزمان.

وأنهى المؤتمر أعماله بأدعية مؤثرة وآيات من القرآن الكريم وفواصل من الأناشيد الإسلامية الحماسية.

خطاب للخارج

المحاضرون بالمؤتمر يحيون الحشود التي تدفقت للاستماع إلى المداخلات

ويقول مراسل "إسلام أون لاين.نت": هناك من يرى أن خطاب المؤتمر كان موجهًا نحو الإعلام الفرنسي والسلطات الفرنسية أكثر مما كان موجهًا إلى الشباب الحاضر.

وفي هذا الإطار يقول الدكتور هشام عرفة مدير "مركز الدراسات والأبحاث حول الإسلام في فرنسا" في تصريح لـ"إسلام أون لاين.نت" الثلاثاء 29-3-2005: "إن الكثيرين من الشباب الذين حضروا فعاليات المؤتمر استمعوا إلى خطاب موجه إلى خارج قاعة المحاضرات أكثر من كونه خطابًا موجهًا إليهم".

وتأسس "اتحاد المنظمات الإسلامية" -منظم المؤتمر- عام 1983 على يد مجموعة من المهاجرين المغاربة، وبدأ اسمه في الحضور بقوة على الساحة السياسية الفرنسية مع بروز أول قضية مثارة ضد الحجاب أواخر الثمانينيات. وفاز اتحاد المنظمات الإسلامية بأغلبية المقاعد في انتخابات "المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية" -الممثل الرسمي للمسلمين أمام الحكومة الفرنسية- التي أجريت عام 2003.

ويزيد عدد المسلمين في فرنسا على 5 ملايين نسمة من أصل نحو 60 مليونًا، يشكلون أكبر أقلية من نوعها في دولة أوربية. ويبلغ إجمالي عدد مسلمي أوربا الغربية نحو 15 مليون نسمة.  

إسلام أون لاين    30/03/2005