سارع "فابيان بارتيز" حارس مرمى المنتخب الفرنسي لكرة القدم إلى التراجع عن قراره رفض المشاركة في المباراة التي يخوضها فريق بلاده مع المنتخب الإسرائيلي في تل أبيب مساء اليوم الأربعاء 30-3-2005، ووجه رسالة إشادة لإسرائيل في أعقاب الانتقادات التي وجهتها له صحف إسرائيلية وصحيفة يمينية فرنسية معروفة بتعاطفها مع إسرائيل.
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية في موقعها الإلكتروني اليوم الأربعاء 30-3-2005 أن بارتيز بعث رسالة إلى المدير العام لوزارة السياحة "أيلي كوهين" أشاد فيها بدولة إسرائيل ووعد بزيارتها مرة أخرى، وأكد أن تصريحاته التي نشرت في الصحف "أُخرجت عن سياقها". وأشارت يديعوت أحرنوت إلى أن رسالة بارتيز جاءت ردا على رسالة بعثها كوهين إليه وعاتبه فيها على تصريحاته برفض اللعب في إسرائيل.
وقال بارتيز لدى إعلانه هذا الأسبوع رفض اللعب في إسرائيل: "عندما أرى كل هذه المعاناة في العالم لا أفهم لماذا يريدون اللعب في إسرائيل.. هذا لا يعجبني على الإطلاق. إنني أتحدث بصفتي والدا لديه أبناء وليس كلاعب كرة قدم".
وعندما تراجع بارتيز عن القرار قال: إنه "اتخذه (أي القرار) لأسباب أمنية". إلا أن الصحف الإسرائيلية شككت في تبرير بارتيز للقرار ورأت أنه كان يحمل أبعادا "سياسية خفية".
واعتبرت صحيفة "يديعوت أحرنوت" أن "انتقادات بارتيز سياسية في جوهرها وموجهة ضد الاحتلال الإسرائيلي للمناطق الفلسطينية".
ودللت الصحيفة الإسرائيلية على صحة رأيها بأن بارتيز لم يتطرق في تصريحاته إلى الوضع الأمني في إسرائيل والذي اعتبرت أنه "تحسن بشكل ملموس منذ تسلم محمود عباس مقاليد الحكم في السلطة الفلسطينية".
صحيفة "ليباريزيان" اليمينية الفرنسية المعروفة بانحيازها لليهود انتقدت من جانبها بارتيز. وقال مراسل الصحيفة الإسرائيلي: "إن خوف بارتيز الذي لا يريد أن يأتي إلى هذه المنطقة غير مبرر وإذا كان للحارس الفرنسي أن يقلق فإن القلق الوحيد هو كيف سيواجه الجواء الساخنة في ملعب رامات قان اليوم".
وأضاف: "يجب دائما الحذر من الأحكام التي تصدر من البعض والتي تعتبر إسرائيل بلدا في حالة حرب".
وقدم مراسل الصحيفة الإسرائيلي صورة أخرى للأوضاع الأمنية في إسرائيل قائلا: "إن الجواء التي تعيشها العاصمة الاقتصادية لإسرائيل (تل أبيب) لا توحي بأن هناك قلقا، فهنا شعب شاب مبتسم يغتنم الفرص ويتمتع بالشمس وبالحياة بطريقة عجيبة"، على حد قوله.
جمهور متحفز
ورأت الصحيفة أن الفريق الفرنسي سيواجه 45 ألف متفرج إسرائيلي متحفزين وغير مرتاحين لسياسة باريس التي تعتبر قريبة من العرب.
وقالت: "الجمهور الإسرائيلي في ملعب رامات قان بتل أبيب اليوم لن يتردد في إطلاق الصفير عندما يعزف النشيد الرسمي الفرنسي (لا مارسياز) احتجاجا على المواقف الفرنسية المساندة للعرب والتي كانت آخرها استضافة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في أحد مستشفيات باريس".
واعتبرت الصحيفة أن زيارات المسئولين الفرنسيين الأخيرة لإسرائيل "لم تنجح في تخفيف حدة غضب تل أبيب من السياسة الخارجية الفرنسية التي تعتبرها محابية للعرب".
وزار نيكولا ساركوزي رئيس حزب "التجمع من أجل الحركة الشعبية" الحاكم إسرائيل عام 2004 وذلك عندما كان وزيرا للداخلية، بينما أجرى رئيس الحكومة جون بير رافاران زيارة لهذا البلد خلال شهر مارس 2005.
ورفض "بارتيز" اللعب في إسرائيل ليس الأول من نوعه، حيث رفض 5 لاعبين من فريق شلسي الإنجليزي في أكتوبر 2001 اللعب في إسرائيل لنفس السبب.
ومباراة تل أبيب وباريس اليوم هي أول مباراة في إطار المنافسات الأوربية (كأس الأمم الأوربية أو تصفيات قارة أوربا لكأس العالم) تلعبها إسرائيل على أرضها وذلك منذ اندلاع انتفاضة الأقصى في سبتمبر 2000.
فمع اندلاع الانتفاضة منعت الكونفدرالية الأوربية لكرة القدم إسرائيل من لعب مبارياتها على أرضيها لدواع أمنية، لذلك لجأت تل أبيب إلى استقبال خصومها في العاصمة القبرصية نيقوسيا أو في مدينة "بالرم" الإيطالية. إلا أن الكونفدرالية تراجعت عن قرارها في إبريل 2004 وسمحت لإسرائيل باستضافة منافسيها على أراضها.
يشار إلى أن إسرائيل تلعب ضمن المنافسات الأوربية بعد تهديد الدول العربية في أفريقيا وآسيا بعدم المشاركة في أي بطولات تشارك فيها إسرائيل.