بعد تمسكه بالبرنامج النووي: أوروبا تطالب نجاد بالالتزام بوقف تخصيب اليورانيوم
طالبت فرنسا وبريطانيا وألمانيا( دول الترويكا الأوروبية) الرئيس الايراني المنتخب محمود أحمدي نجاد بالالتزام بتعهدات تعليق تخصيب اليورانيوم وذلك عقب إعلانه أن بلاده لن تتخلي عن البرنامج النووي السلمي. وأعربت دول الترويكا الأوروبية عن أملها في أن تحافظ إيران علي التزاماتها الدولية واستمرار المفاوضات بعد انتخاب نجاد المتشدد. وقال وزير الخارجية البريطانية جاك سترو إن بلاده تتطلع إلي التزام الحكومة الايرانية الجديدة بتعهداتها. جاء ذلك في الوقت الذي وصل فيه أمس الأول إلي طهران اثنان من مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية لاجراء محادثات مع المسئولين الايرانيين ستتضمن ماجاء في التقارير التي أشارت إلي تجارب سرية إيرانية تتعلق بالبلوتونيوم. وحذر مصدر مطلع بالأمم المتحدث من أن الأوروبيين قد يلجأون إلي تجميد الحوار إذا جاء رد إيران بخصوص مسألة البرنامج النووي وسجلها في حقوق الانسان سلبيا وقد يؤيدون الولايات المتحدة في مطلبها باحالة الملف النووي الايراني إلي مجلس الأمن الدولي لفرض عقوبات دولية علي طهران. وأعرب دبلوماسيون ومحللون غربيون عن اعتقادهم بأن الوقت مازال مبكرا لمعرفة مصير المفاوضات الايرانية الأوروبية لكنهم حذروا من أن الموقف الايراني بشأن هذه القضية لم يتغير. وأشاروا إلي أن الايرانيين أوضحوا أنه اذا لم تتضمن المقترحات الأوروبية بحلول نهاية يوليو المقبل أو أغسطس بندأ يؤكد أحقية إيران بانتاج الطاقة النووية فانهم قد يعلقون المفاوضات. ومن جانبه, أعرب سكوت ماكليلان المتحدث باسم البيت الأبيض عن شكوك بلاده من أن تتمكن الدبلوماسية الأوروبية من اقناع ايران بعدم انتاج أسلحة نووية بعد انتخاب نجاد. وقال المتحدث باسم خافيير سولانا الممثل الأعلي للشئون الخارجية والأمن بالاتحاد الأوروبي انه حتي تصل العلاقات الأوروبية الايرانية إلي أقصي مداها يجب تحقيق تقدم في عدد من القضايا من بينها حقوق الانسان وحظر انتشار الأسلحة النووية ومكافحة الارهاب وعملية السلام في الشرق الأوسط. في الوقت نفسه أعربت صحيفة رسالت الايرانية عن دهشتها من تحدث وزير الدفاع الأمريكي عن الديمقراطية وهو الذي يحمل في ملفه أكثر من فضيحة إنسانية كان آخرها تعذيب سجناء أبوغريب ومعتقل جوانتانامو وقالت إن ايران لاتخشي المؤامرات التي دبرتها الادارة الأمريكية قبل وبعد الثورة الايرانية. وأكدت أن شعب إيران وحدة وتمسكه بمبادئ الثورة سيقفان بوجه أي مؤامرات. وكان رامسفيلد قد اعتبر أن نتائج الانتخابات الايرانية زائفة وتمويهية ووصفها بأنها مهزلة. ومع استمرار اصداء الانتخابات الايرانية في إثارة ردود الفعل والتحليلات الدولية, فقد أشار راديو فرنسا الدولي إلي أن انتخاب نجاد يكرس سلطة آية الله علي خامني المرشد الأعلي للثورة الاسلامية. ووجد الراديو أن لغة خطاب نجاد اختلفت فور إعلان فوزه حيث حاول أن يضفي عليها قدرا من الاعتدال. وأكدت أن سبب عودة المحافظين الايرانيين الأكثر تشددا يكمن في أن التدخل الأمريكي في العراق يهيئ المجال لبروز المحافظين في المنطقة والعناصر الدينية المتشددة مما ينبئ بأن صيغة واشنطن لنشر الديمقراطية في الشرق الأوسط الكبير قد انطلقت ببداية سيئة. وأما صحيفة لاريبوبليكا الايطالية فقد نشرت حوارها مع فرانكوفرايتني نائب رئيس المفوضية الأوروبية للشئون القضائية ووزير الخارجية الايطالية السابق والذي هدد في أثناء توليه المنصب بتجميد الحوار الأوروبي الايراني مالم يتم إحترام الحقوق الأساسية ووجود ضمانات بشأن الملف النووي. ومن جانبها, هنأت الصين أمس نجاد بفوزه في الانتخابات. وأعربت عن اعتقادها بأن علاقة البلدين ستتطور في ظل ولاية الرئيس الجديد, ومن المقرر أن يؤدي نجاد اليمين الدستورية في4 أغسطس المقبل أمام مجلس الشوري الايراني. وعلي صعيد الملف النووي الكوري الشمالي, كشفت وكالة أنباء انترفاكس الروسية أمس عن أن بيونج يانج تستعد لاستئناف المفاوضات السداسية بشأن برنامجها النووي خلال النصف الثاني من الشهر المقبل وأوضح مصدر مطلع للوكالة أن كوريا الشمالية قررت العودة إلي الجولة الرابعة من المفاوضات بعد أن خفضت واشنطن من حربها الكلامية ضدها. ولم يتم التحقق بعد من صحة هذا النبأ الذي ذكرت الوكالة أن مصدره من هونج كونج حيث يوجد بميناء ماكاو المجاور للاقليم الصيني واحدة من البعثات الأجنبية لكوريا الشمالية.