الناخبون الإيرانيون يصوتون اليوم في تاسع انتخابات رئاسية منذ قيام الجمهورية الإسلامية
طهران ـ من أحمد السيوفي في ظل أجواء محلية وإقليمية شديدة السخونة, وإجراءات أمنية مشددة يتوجه اليوم إلي صناديق الاقتراع نحو46 مليون مواطن إيراني لانتخاب تاسع رئيس للبلاد في أعقاب الثورة الإسلامية في عام1979 حيث يتنافس علي المنصب سبعة مرشحين هم: الرئيس السابق أكبر هاشمي رافسنجاني والقائد السابق للشرطة محمد باقر قاليباف وعمدة طهران محمود أحمد نجاد, والرئيس السابق للتليفزيون الايراني علي لاريجاني, ووزير التعليم السابق مصطفي معين, ونائب الرئيس السابق محسن مهر علي زاده, ورئيس البرلمان السابق مهدي كروبي, وانسحب المرشح الثامن محسن رضائي الرئيس السابق لحرس الثورة الايراني. وفي ظل هذه الأجواء يتنافس المرشحون السبعة والذين يمثلون التيارات الثلاثة الرئيسية في المشهد الايراني وهي تيار المحافظين والذي يمثله ثلاثة ابرزهم علي لاريجاني رئيس الاذاعة والتليفزيون السابق والمدعوم من مكتب آية الله علي خامنئي مرشد الجمهورية الايرانيه ثم يليه الدكتور قاليباف القائد السابق لقوات الشرطة الايرانية والمدعوم من الحرس الثوري, ومن العسكريين بشكل عام ثم يليهما أحمدي نجاد رئيس بلدية طهران, كما يمثل التيار الإصلاحي ثلاثة مرشحين ابرزهم الدكتور مصطفي معين وزير التعليم العالي في حكومة الرئيس محمد خاتمي وممثل حزب جبهة المشاركة ابرز تجمع اصلاحي والمدعوم من كل جبهات الاصلاحيين ثم يليه مهدي كروبي رئيس مجلس الشوري الإسلامي( البرلمان) السابق والذي لايحظي إلا بدعم جماعة علماء الدين المناضلين الذين ينتمي إليهم التي شكلت عصب الاصلاحيين في انتخابات1997 التي فاز فيها خاتمي بنسبة79% والمرشح الثالث محمد علي زاده مساعد رئيس الجمهورية للشئون الرياضية.أما التيار الثالث وهو تيار الوسط فينفرد به هاشمي رافسنجاني الرئيس الايراني السابق ورئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام وأقوي المرشحين. وانتهت رسميا صباح أمس الدعاية لكل المرشحين الذين حصلوا علي أوقات متساوية في كل وسائل الإعلام وعلي رأسها التليفزيون وبرغم الدعاية المكثفة التي قام بها كل المرشحين إلا أن كثيرا من الدوائر السياسية لاتتوقع أن انتخابات اليوم ستحسم لأي من المرشحين الذين يحتم عليهم القانون الحصول علي نسبة50% علي الأقل من نسبة الأصوات لأن الهوة بينهم ليست كبيرة وخاصة بين أبرز مرشحين وهما رافسنجاني ومعين الذين تجري المنافسة الحقيقية بينهما. ويتوقع رافسنجاني أنه ينجح من المرحلة الأولي ويعتمد علي تاريخه وخبرته السياسية التي تؤهله للحصول علي أكبر الأصوات, كما أنه يعتمد علي عدة كتل رئيسية أهمها أنه سيحصل علي أصوات بعض المحافظين وأصوات بعض الاصلاحيين لأنه ليس بغريب عنهم. وتشير أحدث استطلاعات الرأي الي احتفاظ رافسنجاني بالمقدمة حيث حصل علي أعلي نسبة من أصوات الناخبين في مواجهة المرشحين الستة الآخريين. علي الجانب الآخر فإن اكثر مايشغل أركان الدولة وعلي رأسهم آية الله علي خامنئي هو مشاركة الناخبين في التصويت ولهذا التقي خامنئي بعدد كبير من المواطنين مساء أمس الأول وطالب بأن يذهب كل شخص لينتخب من يراه مناسبا, المهم أن يذهب والشعب سوف يختار الأصلح لاشك. ولم يقف خامنئي وحده لتحريك الشعب للمشاركة وانما تحرك عدد من كبار المراجع الدينية لدعوة الناس إلي المشاركة حيث يشعر هؤلاء جميعا أن القضية لاترتبط بأشخاص بقدر ارتباطها بالمشروع الاسلامي.