كرامي يتجه الى الاعتذار عن تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة
يتجه رئيس الحكومة المكلف عمر كرامي الى الاعتذار غد الاربعاء عن تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة لانها لن تكون حكومة اتحاد وطني كما اكد لوكالة الأنباء الفرنسية اليوم الثلاثاء 29-3-2005م مستشاره خلدون الشريف. وقال الشريف "هناك اتجاه واضح لدى الرئيس كرامي للاعتذار عن تاليف الحكومة الجديدة وهو سيلتقي اليوم الثلاثاء رئيس مجلس النواب نبيه بري وغدا الاربعاء رئيس الجمهورية اميل لحود ليبلغه باعتذاره"، واضاف "بعد كل المشاورات التي اجراها لم ينجح في اقناع المعارضة بالمشاركة في الحكومة وهو اكد منذ تكليفه انه لن يشكل الا حكومة اتحاد وطني". وكان لحود قد كلف كرامي في 10 مارس/ آذار تشكيل الحكومة بعد 10 ايام على استقالة حكومته تحت ضغط التظاهرات ونواب المعارضة في البرلمان اثر اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري في 14 فبراير/ شباط. ومنذ تكليفه اكد كرامي تمسكه بتشكيل حكومة اتحاد وطني فقط لان الازمة التي يشهدها لبنان تستدعي مشاركة كل الفرقاء وهو ما رفضته المعارضة فورا. بالمقابل تتجه السلطة اللبنانية نحو تشكيل حكومة مصغرة محايدة مهمتها تامين اجراء الانتخابات في موعدها وفق الصحف اللبنانية الصادرة اليوم الثلاثاء. ونقلت صحيفة (السفير) عن مصادر مقربة من بعبدا (القصر الجمهوري) "ان لحود تبلغ من البطريرك الماروني نصر الله صفير (راعي المعارضة المسيحية) ان المعارضة مستعدة لتسهيل حكومة مصغرة تضم شخصيات مرموقة لها صدقيتها عند كل القوى مهمتها محددة بانجاز قانون الانتخابات والاشراف عليها في موعدها ومتابعة ملف التحقيق" في اغتيال الحريري. وكان لحود قد عقد الاحد خلوة مع صفير في بكركي (شمال شرق بيروت) التي توجه اليها لحضور قداس عيد الفصح لدى الطوائف المسيحية. وتحت عنوان "توقع اعتذار كرامي وتشكيل حكومة مصغرة" كتبت (الانوار) "غادر لحود بكركي مقتنعا ان حكومة اتحاد وطني موسعة باتت مستحيلة والمطلوب راهنا التفاهم على حكومة سداسية ترى النور قبل منتصف الاسبوع المقبل على ابعد تقدير". واضافت "اقتنع لحود بوجوب عدم التاخير في بت الموضوع الحكومي وبأن تاخير تشكيل الحكومة وبالتالي تطيير الانتخابات ينعكس سلبا على المسؤولين اساسا وليس على المعارضة". وعنونت (النهار) في صدر صفحتها الاولى "كرامي يعتذر غدا"، وكتبت "بات في حكم المؤكد ان الساعات الثماني والاربعين المقبلة تشكل مهلة حاسمة اخيرة لبت الازمة الحكومية العالقة منذ اسابيع مما يفتح الباب امام اختراق ايجابي محتمل للازمة". واضافت "الخلوة بين لحود وصفير اطلقت سعيا حثيثا لتاليف حكومة جديدة تكون حكومة حكماء بدل اتحاد وطني مصغرة من 6 الى 10 شخصيات محايدة تتمتع بثقة جميع الاطراف من اجل الاشراف على الانتخابات النيابية التي لا بد من اجرائها في مواعيدها".