نداء الإيمان | التاريخ(هجرى - ميلادى ) | مواقيت الصلاة واتجاه القبلة | موجز الصحافة | إلى كل المسلمات | قرأت لك
اليمن: صالح يفاجئ حزبه والمعارضة باعلان عدم ترشحه بالانتخابات المقبلة ويدعو الأحزاب لاختيار شباب خلفا له
كشف الرئيس اليمني علي عبد الله صالح انه لن يرشح نفسه في الانتخابات الرئاسة القادمة المقرر إجراؤها متزامنة مع الانتخابات المحلية في أيلول (سبتمبر) 2006.
وكرر تأكيده لهذا الإعلان الذي قال إنه جاد في المضي في اتجاه عدم ترشيح نفسه، ودعا الأحزاب السياسية بما فيها حزبه الحاكم المؤتمر الشعبي العام، إلي ترشيح كفاءات شابة تقود المسيرة في اليمن بعده، وأن هذا يأتي إعمالا لمبدأ التداول السلمي للسلطة، وقال نريد أن نؤسس نموذجا للتداول السلمي للسلطة . وأضاف صالح في كلمته بمناسبة الذكري 27 لتوليه مقاليد السلطة في اليمن ينبغي علي الأحزاب أن ترشح لهذا المنصب قيادات شابة قادرة علي تحمل المسئولية ووفقا لبرامج واضحة لإدارة البلاد .
وذكر انه سوف يعمل بالتزامه الدستوري الذي يحتم عليه إدارة شؤون البلاد لمدة الأربعة عشر شهر المتبقية لموعد الانتخابات الرئاسية، ووعد بأنه سيدعم القيادة الجديدة التي ستفرزها الانتخابات القادمة وسيعمل علي سد ما قد يحدث من ثغرات بما يؤدي إلي تجاوز السلبيات.
وأكد ان اليمن بدأ الإصلاحات السياسية منذ الإعلان عن قيام الجمهورية اليمنية عام 1990، مع إعلان التعددية السياسية في اليمن ولم ينتظر أن تملي عليه الإصلاحات من الخارج.
وأماط صالح اللثام عن مرارته من تدخلات الدول الخارجية في شئون بلاده الداخلية ووصف هذه الدول بـ(الشقيقة) و(الصديقة)، دون أن يشير الي اسمائها صراحة، غير أن المراقبين حللوا مضمون خطابه بأن الدولة الشقيقة ربما تكون الجارة السعودية المعروفة بتمويلها لكبار مشايخ القبائل اليمنية والشخصيات البارزة القاطنة علي الشريط الحدودي مع السعودية، لكسب ولائهم علي حساب السلطة في اليمن، فيما تأتي في مقدمة الدول الصديقة الولايات المتحدة وبريطانيا وبعض الدول الأوروبية التي اتهمها بتمويل جمعيات يمنية تحت لافتات متعددة، لأهداف لا تخدم اليمن ولا العلاقات الثنائية، وطالب هذه الدول بعدم التدخل في الشؤون الداخلية لبلاده.
وأوضح أن 15 عاما من ممارسة الديمقراطية، في اليمن تكفي لان يتعلم اليمنيون ما هي الديمقراطية واليمن ليس بحاجة ليتعلم الديمقراطية من المعاهد الخارجية.
هذا الخطاب الرئاسي اليمني يعد من الخطابات الهامة في حياة الرئيس صالح، الذي بدا جادا في توجهاته، ولكن الأهم من كلماته التي سحرت الحضور، جديته في تطبيق وعوده وفقا للعديد من المحللين السياسيين، خاصة في ما يتعلق بالترشيح للانتخابات الرئاسية، بغض النظر عمن سيخلفه، حتي لو كان مرشح الحزب الحاكم نجله أحمد علي عبد الله صالح، الذي يتبوأ حاليا منصب قيادة الحرس الجمهوري والقوات الخاصة.
وقال سياسيون لـ القدس العربي عقب سماعهم لخطاب صالح داخل دار الرئاسة إن الرئيس لو صدق في عدم ترشيح نفسه في الانتخابات المقبلة فإنه سيحقق شعبية واحتراما نادرين وسيحظي باحترام شعبه واحترام الآخرين أيضا، كونه سيكون من الرؤساء العرب النوادر الذين يتخلون عن السلطة بمحض إرادتهم . قيادات الأحزاب المعارضة تفاجأت بمضمون خطاب صالح، كما تفاجأت قيادات الحزب الحاكم ذاته، وقررت المعارضة عقد لقاءات معمّقة لقراءة أبعاد هذا الخطاب.
وقال رئيس الدائرة السياسية في حزب الإصلاح المعارض محمد قحطان ان إعلان رئيس الجمهورية علي عبد الله صالح بعدم ترشيح نفسه للانتخابات الرئاسية القادمة المزمع إجراؤها في أيلول (سبتمبر) 2006 كان قرارا مفاجئا حتي لقيادات المؤتمر الشعبي الحاكم الذي يرأسه الأخ الرئيس .
وفي ذات الوقت ترك الخطاب الرئاسي الشارع اليمني مذهولا وغير قادر علي التصديق واستيعاب الموضوع بجدية بعد أن تربي جيل كامل في ظل الرئيس صالح.

جريدة القدس العربي    18/07/2005